في معهد التمثيل إتقابل أحمد زكي وممدوح وافي، وجمعتهم علاقة صداقة قوية جدًا، إتقاسموا فيها الحلوة والمرة، واتخرجوا سوا في 73، وشاركوا بعض مشوار النجاح.
لكن الغريب إنهم ما اتشاركوش النجاح وبس، دول إتشاركوا في المرض، وف رحلة العلاج، واتشاركوا حتى في الموت..
إتخرج ممدوح موافي من كلية التجارة، واشتغل في بنك من البنوك الحكومية، وابتدت حياته تاخد سكتها العادية.
لكنه فجأة قرر إنه يرجع لهوايته القديمة، ويدخل معهد الفنون المسرحية قسم تمثيل، وبعد ما اتخرج كانت بداياته على خشبة المسرح، الكلام ده كان في السبعينات، وشارك في المسرح بعدد من لمسرحيات المهمة، واللي تركت بصمة حلوة مع الجمهور، زي مسرحية الهمجي، وحمري جمري، ورجل آيل للسقوط، وجنون البشر، وغيرهم..
ودايمًا كان ممدوح وافي بيمثل الدور التاني، لكنه كان بيأدي الدور بخفة دم، ودايمًا كان بيحب يصنع إبتسامة على وشوش المشاهدين، حتى لو بيعمل دور الشرير.
والحقيقة إنه قدر يقدم كل أنواع الأدوار بنفس الحرفية وخفة الدم، عمل دور الطيب والشرير، وعمل الغني والفقير، والرومانسي، والندل، وعشان كده كان رصيده في السينما كبير وقدم من خلالها عدد من الأفلام المشهورة، زي البيضة والحجر، وسواق الهانم، وبيت القاصرات، والإنس والجن، وإنذار بالطاعة، وغيرها.
كمان إشتغل في التلفزيون وقدم عدد من أجمل المسلسلات، زي وشاءت الأقدار، وعمرو بن العاص، ويوميات ونيس، والصبر في الملاحات، وعائلة الحاج متولي، وغيرها.
وممدوح وافي ليه من إسمه نصيب، لإنه اتعرف بالوفاء والإخلاص، زي حكايته الغريبة مع أحمد زكي.
اتعرف أحمد زكي على ممدوح موافي في المعهد العالي للفنون المسرحية، وربطتهم صداقة قوية جدًا، واشتركوا سوا في عدد من الأفلام الناجحة.
وفي يوم أحمد زكي قرر يشتري مدفن، وعرض على ممدوح وافي إنه يشتري هو كمان واحد، فممدوح رفض، وقاله ياعم ما تفولش علينا، وحاول أحمد زكي يقنعه إنه ياخد مدفن جنبه ، فكان رد ممدوح، يا عم لما أموت إبقى خدني معاك.
ومرت تقريبًا أربع سنين، وابتدى أحمد زكي يشتكي من آلام في صدره، واتضح إنه مصاب بسرطان الرئة، وف خلال رحلة العلاج كان ممدوح وافي رجله على رجل صديقه ومش بيفارقه.
وف مرة في المستشفي، رفض أحمد زكي من التعب إنه يعمل فحوصات معينة، لكن ممدوح عشان يقنعه إنه يعملها قاله تعالى هنعملها سوا، ياللا وأنا كمان هعملها.
لكن الصادم إن ممدوح اكتشف من الفحوصات؛ إنه عنده هو كمان سرطان، لكن في المعدة، وإن حالته متأخرة عن حالة أحمد زكي..
خبي ممدوح موضوع مرضه واتحامل على آلامه ومرضيش يقول حاجة لصاحب عمره علشان ما يتأثرش نفسيًا..
لكن لما حالة أحمد زكي ابتدت تتدهور، وبقى ملوش علاج في مصر، حاول ممدوح يقنعه إنه يسافر برة عشان يتعالج، ومع رفض أحمد زكي للعلاج في الخارج؛ أعترفله ممدوح إنه هو كمان هيسافر علشان يتعالج من نفس المرض..
وعشان ما أطولش عليك منفعش علاج، ومات ممدوح وافي، وقرر أحمد زكي إنه يدفن صاحبه في مدفنه، زي ما هو طلب منه لما رفض يشتري لنفسه مدفن.
الصادم بقى، إن وفاة ممدوح أثرت على أحمد زكي نفسيًا، ومات بعده بخمس شهور، واندفن ف نفس المدفن جنب صديقه.
وبخلاف قصته مع أحمد زكي فـ لممدوح وافي قصة غريبة برضه مع زوجتة، لإنه ارتبط معاها بقصة حب أسطورية، وعاش معاها مشاكل كبيرة جدًا لحد ما قدر يتجوزها.
وسبب المشاكل دي إن زوجتة كانت على دين مختلف، ولما صرحلها بحبه مكنش يعرف إن ديانتها مختلفة، فلما إعترفلها قالتله إن الموضوع صعب لإنها مش على نفس دينه، وهنا قالها لو بتحبيني، وهتحترمي دين أولادنا هتحدى الدنيا عشانك.
وقالها وصدق، لإنهم فعلًا عانوا من مشاكل كبيرة مع عيلته وعيلتها، لإن العيلتين رفضوا، لكنهم اتحدوا الدنيا زي ما وعد، وفضلوا مع بعض وبيحاولوا يقنعوا العيلتين لـ 8 سنين، وفي الفترة دي كل ما كان يتقدم لها عريس، يعمل معاه الجلاشة علشان يسيب العروسة ويهرب.
فكان سعات يكسر العربية للعريس، أو يطلع بيت عيلتها ويقوله قدام كل الموجودين إهرب بجلدك من هنا، أو أنا لو منك أهرب..
وفضل ع الحال ده لحد ما وافقت العيلتين على الجواز، وفضلوا سوا لحد آخر يوم في عمره، وخلفوا 3 أولاد هما نورا وهاني وياسمين، ودي دخلت الفن بعد وفاة والدها بحوالي 15 سنة، وحاليًا هيا ممثلة معروفة..
نسيت أقولك في البداية، إن ممدوح وافي إسمه بالكامل ممدوح محمد على وافي، واتولد في 30 نوفمبر سنة 51، في قرية المندرة بمحافظة الفيوم، وأخيرًا إتوفى في 17 اكتوبر سنة 2004، في مستشفى القصر العيني.. عن 53 سنة.