كلنا عارفين إن الفنان صلاح ذو الفقار كان ظابط، لكن إيه علاقته بالطب، وهل فعلًا كان هو سجان السادات؟ وإيه حكاية الجميل اللي كان له في رقبة السادات، وإشتراكه في معركة الاسماعيلية التاريخية، و سر المجموعة 19؟
الفنان صلاح ذو الفقار من أهم الفنانيين المصريين والعرب، واللي دخل قلوب الكل بسبب خفة دمه، وأداؤه السهل الممتنع.
واللي ميعرفهوش كتير مننا، إن صلاح ذو الفقار مثل وهو طفل، وده لإن اخواته الأكبر سبقوه للعمل الفني، فساعدوه إنه يمثل وهو لسه صغير.
واتولد صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار لعيلة كبيرة، في مدينة المحلة الكبرى، هيا عيلته كانت من حي العباسية بالقاهرة، لكن والده وقتها كان بيشتغل في مدينة المحلة.
ووالده كان الأميرالاي، أو العميد أحمد مراد بك ذو الفقار، و كان واحد من كبار رجال وزارة الداخلية، أما والدته فكانت من أصل فرنسي، واسمها نبيلة هانم ذو الفقار.
دخل صلاح ذو الفقار كلية طب اسكندرية، لكنه اضطر يسيبها علشان يقعد في القاهرة بعد مرض والده الخطير.
وقتها حول أوراقه من اسكندرية للقاهرة، ومن الطب للبوليس، واللي كان متفوق فيها واتخرج منها سنة 46..
وصلاح ذو الفقار مكنش متفوق دراسيًا وبس، لأ كان متفوق رياضيًا كمان، وكان بطل مصر في الملاكمة، ومحقق فيها بطولات، زي بطولة كاس الملك في الملاكمة سنة 47، ودي بتساوي بطولة الجمهورية دلوقتي..
وبرضه مكنش بطل ملاكمة وبس، ده كان بطل وطني، وشارك في أكتر من بطولة، في وقت ما كان لسة ظابط..
منها مشاركته في معركة الإسماعيلية، في 25 يناير سنة 52، وكان واحد من أبطالها اللي وقفوا ضد الانجليز لما حاصروا قسم الشرطة ومبنى المحافظة، بالدبابات والأسلحة التقيلة والمدافع.
وقتها الموجودين جوة مبنى القسم، ومبنى المحافظة؛ كانوا في حدود 800 فرد، مابين ظابط لعسكري، ومكنش معاهم غير البنادق العادية القديمة، بينما القوات الانجليزية عدت الـ 7000 عسكري وظابط..
ومع ذلك وقف الظباط والعساكر، وقاوموا ورفضوا يستسلموا، حتى بعد ما خلصت ذخيرتهم، ومات عدد كبيرمنهم، وبدأ مبنى القسم ومبنى المحافظة يتهدوا.
وبسبب بطولة ظباط الشرطة اللي حققوها في اليوم ده، تم تخصيصه للإحتفال بعيد الشرطة..
والموضوع اتكرر لما حصل العدوان الثلاثي على مصر سنة 56، وكان وقتها بيدرس في كلية الشرطة، فكون مجموعة من 19 فرد من تلامذته الظباط، وعمل منهم فرقة كوماندوز واشترك بيهم مع فرق المقاومة المصرية.
وقتها تقديرًا لدوره الوطني، منحه الرئيس عبد الناصر نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى..
واشتغل صلاح ذو الفقار في أكتر من شغلانة ليها علاقة بالشرطة، قبل ما يشتغل في التمثيل، زي إنه كان مدرس في كلية الشرطة، وزي شغله في مديرية أمن المنوفية.
وشغله في مصلحة السجون، وهنا هنيجي لقصته مع السادات..
والحقيقة إن صلاح ذو الفقار كان بيشتغل في مصلحة السجون، وبالتحديد في سجن مصر، وكان السادات مسجون في السجن ده بتهمة اغتيال أمين عثمان.
وأمين عثمان كان وزير المالية في الحكومة اللي شكلها حزب الوفد، طبعًا أيام الملك فاروق، وكمان كان رئيس جمعية الصداقة المصرية البريطانية.
وتم اغتياله عن طريق جمعية سرية، من أهم أعضائها الظابط محمد أنور السادات.
وخلونا نرجع لحكاية صلاح ذو الفقار، واللي كان ظابط السجن اللي مسجون فيه السادات وأعضاء الجمعية السرية.
وقتها صلاح ذو الفقار كان مقتنع إن السادات، بيقوم بدور وطني مهم، وعلشان كده مكنش بيعامله زي أي سجين عادي، ده كان بيجيبله الأكل والسجاير والجرايد، بخلاف تصاريح الزيارة اللي كان بيجيبها لأسرته..
وعشان كده السادات كان شايل الجميل لصلاح ذو الفقار، ولما سمحت الفرصة ردهوله.
والفرصة جت للسادات لما استقال صلاح ذو الفقار من الشرطة، فعينه وقتها مدير تنفيذي لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية الأسيوية.
طيب لما هو كان ظابط وليه أدوار وطنية كبيرة، دخل التمثيل إزاي؟؟ هقولك..
إخواته المخرجين الكبار محمود ذو الفقار وعز الدين ذوالفقار، كانوا دايمًا يزنوا عليه إنه لازم يدخل السينما ويمثل، لإنه وسيم، وجسمه رياضي، ده غير خفة دمه وشقاوته، وفضل يرفض لسنين كتير، لحد ما في مرة قال أجرب ليه لأ..
لكن التجربة مكانتش سهلة لإنه بيشتغل في جهاز حساس، واستحالة وزارة الداخلية توافق على إن ظابط من عندها يمثل.
لكنه وبسبب الجميل إياه بتاع السادات، أخد تصريح استثنائي من وزارة الداخلية إنه يمثل، وكان أول فيلم يعمله بإسم عيون سهرانة، و عمل فيه دور البطولة قدام شادية .
وبعدها عمل دور حسين ابن الريس عبد الواحد في فيلم رد قلبي، ومن هنا إنطلق كبطل من أهم نجوم السينما، وواحد من أخف وأظرف الشخصيات الفنية على الإطلاق..
وبعد نجاحه الكبير في السينما إستقال من البوليس، فرقته وزارة الداخلية لرتبة مقدم، وأحالته للمعاش بقرار استثنائي من وزير الداخلية..
وقدم صلاح ذو الفقار أكتر من 250 عمل فني، ما بين سينما لمسرح لتلفزيون، ده غير إشتراكه في الإنتاج؛ من خلال شركة الإنتاج الخاصة بيه، واللي قدم من خلالها مجموعة من أهم الأفلام في السينما المصرية.
ده غير إنه اشترك في أكتر من عمل فني عالمي، زي الفيلم الإيطالي سر أبو الهول، والفيلم الإنجليزي الفرسان، والفيلم المكسيكي نفرتيتي وإخناتون.
أما عن حياته الشخصية فاتجوز صلاح ذو الفقار أربع مرات، الأولى كانت من خارج الوسط الفني سنة 47، وكانت من السيدة نفيسة بهجت، بنت محمود بيك بهجت.
ومحصلش إنه طلق زوجته الأولى بعد ما اتجوز تاني، لأنه خلف منها ولد وبنت، وهما أحمد مراد ومنى.
فاحتفظوا بجوازهم قائم، علشان يقدر الأب ييجي في أي وقت يشوف ولاده ويطمن عليهم، وفضلت السيدة نفيسة على ذمته لحد وفاتها سنة 88.
أما الزوجة التانية فكانت الفنانة زهرة العلا، والجوازة دي انتهت بالطلاق بدون أولاد.
وبعدها حصلت قصة الحب الكبيرة بينه وبين الفنانة شادية، واتجوزو سنة 64، لكن برضه الجوازة دي كان مصيرها الطلاق بعد سبع سنين.
أما زوجته الأخيرة فكانت من سيدة من خارج الوسط الفني، واستمر زواجه منها لحد وفاته..
وإتوفى الفنان صلاح ذو الفقار عن 67 سنة، في 22 سبتمبر سنة 93، نتيجة أزمة قلبية حادة أثناء تصويره فيلم الإرهابي مع عادل إمام.