إعلان

نظيم شعراوي.. قاضي مسرحية "شاهد ماشفش حاجة" قام بالتمثيل على كرسي متحرك وفاقد للذاكرة وتخلي عنه الجميع في أخر أيامه


في مسلسل الرجل الآخر، ظهر الفنان الكبير نظيم شعراوي؛ في دور شخص مريض على كرسي متحرك، وبيعاني من الزهايمر.

ورغم إن نظيم شعرواي فنان كبير ومهم، ومعروف بقوة آداؤه، وده اللي ظهر في الدور فعلًا، إللا إنه مكنش بيمثل، وكان ده وضعه الصحي، بعد ما اتصاب بضمور في المخ، اتسببله بالشلل، وبالزهايمر، وبفقدان كامل للذاكرة مع الوقت.. 

الفنان نظيم شعرواي، من أهم الفنانين المصريين، فنان عملاق في أداءه، وكاريزمته، ويمكن ضخامة جسمه، وملامحه الأرستقراطية، هيا اللي خلقت الكاريزما دي عند المشاهد..

إتولد نظيم السيد شعراوي، أو نظيم شعراوي، في حي محرم بيه في اسكندرية، لعيلة فوق المتوسطة، واتولد في 7 يناير سنة 21.

ومن صغره وهو غاوي فن وتمثيل، وكان في ابتدائي وثانوي من أهم أبطال مسرح المدرسة.

وبعد ما أخد البكالوريا، هوب سافر للقاهرة يدور على فرصة يشتغل بيها في المسرح.

كان وقتها عنده في حدود 18 سنة، لما قرر ينزل للقاهرة، لكنه معرفش يحقق حلمه، ولف لحد ما رجليه دابت على كل مسارح واستديوهات القاهرة، علشان يلاقي فرصة، لكنه معرفش يلاقيها نهائي.

هنا قرر ينضم لمعهد قاسم وجدي لتعليم التمثيل، وده معهد خاص أسسه ريجيسير مشهور في الوقت ده، منها يعلم الممثلين الجداد فيه التمثيل، وفـ نفس الوقت يبقى متعهد تشغيل الوجوه الجديدة في الأفلام، وفـ نفس ذات المومنت تبقى سبوبة يكسب منها قرشين، وده اللي حصل، وجت الفرصة عن طريقه لنظيم شعراوي.

والفرصة كانت في فيلم إسمه فتاة من فلسطين، وأنطلب من قاسم وجدي  وقتها شخص له مواصفات معينة يعمل دور طيار، فاختار شعراوي على طول، وده كان أول أدواره في السينما، وفي التمثيل عمومًا، ونجح نظيم شعراوي جدًا في آداء الدور.

ومن هنا فكر يدرس التمثيل دراسة أكاديمية معتمدة، وقرر يدخل المعهد العالي للفنون المسرحية، واللي اتخرج منه سنة 53.

وبعد ما اتخرج من المعهد إتعين في المسرح القومي، وعمل معاه كام مسرحية، لكنه سابه بعد فترة صغيرة وراح لفرقة يوسف وهبي.

وفي فرقة يوسف وهبي إبتدا نجمه يلمع ويشتهر في وسط الأوساط الفنية كممثل كويس،  وبقى من أهم ممثلين المسرح وقتها، وطبعًا اشتهر عند الجمهور كممثل من الممثلين أصحاب الوزن الفني التقيل.

وبعد ما انطلق نظيم شعراوي مع يوسف وهبي إشتغل مع فؤاد المهندس، وعمل معاه أنجح وأشهر مسرحيات فيكي يا مصر..

وغير إنه كان ممثل مسرحي قدير، فهو كمان مثل للسينما، وساعدته ملامحه  في آداء أدوار مهمة، زي دور القاضي ، ورجل الأعمال، والوزير والباشا و مدير الأمن، و لواء البوليس، وطبعًا زعيم العصابة..

وكل الأدوار دي وغيرها،  قدمهم بطريقة السهل الممتنع، يعني قدر يبرز قوة الشخصية وأبعادها النفسية، بطريقة سلسلة نالت استحسان الجمهور وقدرت تخليه يتفاعل معاها.

وطبعًا نجاحه في المسرح والسينما كان السبب في إنه يتخطف في التلفزيون، ويكون من أهم ممثلينه.

وامتدت مسيرة نظيم شعراوي الفنية من بداية الأربعينات، ولحد الألفينات، مسيرة طويلة جدًا، كلها نجاح..

لكنه في الألفينات إبتدا يصيبه المرض، وابتدا يعاني من النسيان، ومن فقد الذاكرة تدريجيًا، واللي اتشخص وقتها ببدايات ضمور خلايا المخ، واللي أثر كمان على مراكز الحركة..

وواحدة واحدة النسيان بقى حالة زهايمر، والزهايمر بقى فقدان للذاكرة، انتهى بفقدانها بالكامل.

لكن قبل فقدان الذاكرة بالكامل كانت بتجيله لحظات يفتكر فيها زمايله، ويسأل عنهم، ويحاول يعرف مين سأل عليه.

لكن للأسف مكنش بيلاقي إجابة، لإن محدش كان بيسأل عليه، حتى أقرب أصدقائه وهو عادل إمام، تركه وتجاهل مرضه، ونسي وجوده تمامًا.

الموضوع ده أثر في نفسية نظيم شعراوي جدًا، لإنه لما كان بيفتكر عادل إمام، ويسأل إذا كان جاله واللا لأ، ويعرف إنه مجاش كان بيبكي بحرقة، ويحزن ويدخل في حالة اكتئاب، لحد ما الأسرة بقت بتكدب عليه وتقوله إنه جه وقعد معاه بس هو اللي نسي..

ومش بس عادل إمام، معظم الفنانين تجاهلوه، ومسألش عليه غير أشرف ذكي ودلال عبد العزيز، والفنان الكبير محمد الدفراوي، اللي كان بيزوره بصفة دايمة لحد ما تعب ومقدرش يواصل الزيارات..

كمان تامر حسني من الفنانين اللي سألوا عنه، رغم إنه من جيل مختلف، ومكنتش بتربطه بيه أي علاقة، وحاولت أسرة نظيم شعراوي إنها تعالجه على نفقة الدولة، أو تسفره بره، لكن معرفوش..

وعشان حالات الاكتئاب اللي كانت بتجيله، قررت أسرته تدخله يشتغل أي عمل، وفعلًا اشتغل في مسلسل الرجل الآخر، لكنهم كانوا بيحفظوه الكلام اللي هيقوله بصعوبة جدًا، بسبب إنه بينساه على طول، وطبعًا ظهر على الكرسي المتحرك لأنه كان مشلول في الحقيقة، والجمهور اعتقد إنه هو ده الدور.

لكن للأسف المرض اتمكن منه مع الوقت، وفقد ذاكرته بالكامل، وفقد النطق، وفضل سنة كاملة في السرير وحيد محدش بيسأل عليه.

لحد ما اتوفى في 30 يونيو 2010، عن 87 سنة، وبرضه استمر مسلسل التجاهل، وممشيش في جنازته من الفنانين غير 7 أشخاص، هما  محمود يس ، وجمال إسماعيل، واشرف زكي، ودلال عبد العزيز، ونهال عنبر، ومحمد فريد وسمير خفاجي.

أما عن حياته الشخصية، فـ نظيم شعراوي ما اتجوزش غير مرة واحدة،  من  سيدة من خارج الوسط الفني، وأنجب ولدين، هما هشام ووليد.