في 14 سبتمبر سنة 2007، إتوفى أطيب وغد في السينما، الممثل اللي عمل كل أدوار الشر رغم علامة الصلاة الكبيرة اللي على وشه، ومع ذلك صدقناه، وكإن علامة الصلاة كانت بشارة من ربنا على حسن الخاتمة.
لأن الفنان الكبير إتوفى وهو بيفطر في مغرب رمضان، في يوم جمعة، ومش دي بس العلامة، ده انت هتستغرب لما أقولك إنه قبل ما يموت بيوم كان قاعد في مسجد رابعة العدوية، مابين العصر و المغرب، وكان بيصلي وبيقرا القرآن وبيبكي بخشوع.
وتاني يوم جم بيه متشال لنفس المسجد، علشان يتصلى عليه، ويقروا له القرآن، والناس بتبكي.
قبل وفاته بخمس سنين؛ إبتعد الفنان حسين الشربيني عن الوسط الفني والتمثيل، والسبب إنه وهو بيتوضى عشان يصلي العشا في مسجد من المساجد؛ إتزحلق ووقع، وقتها حصله كسر مضاعف في رجليه، وكسر في المفصل، واضطر لعمل عملية في الساقين.
لكن العملية نتج عنها التهاب حاد في أعصاب الساقين، خصوصًا إنه كان عنده مرض السكر، واللي زاد الطين بلة إنهم اكتشفوا بعد العملية إنه مصاب بجلطة في مراكز الإتزان بالمخ.
وللأسف منفعتش الأدوية، ولا حتى العلاج الطبيعي في إنها ترجعه يمشي كويس، كان يادوب بيتحرك بالعافية.
طبعًا مع وضع زي ده إلتزم بيته، وساب التمثيل، ومكنش بيعمل حاجة غير إنه يقضي معظم وقته في الصلاة والعبادة، وباقي الوقت مع إتنين من أصدقائه كانوا بيزوروه باستمرار ويخففوا عنه لإنه إتصاب بالاكتئاب.
واتولد حسين الشربيني في 15 نوفمبر سنة خمسة وتلاتين، لعيلة من مركز شربين بمحافظة الدقهلية، واسمه بالكامل حسين الشربيني معوض محمود.
وكان حسين الشربيني طفل شقي، بيمثل ويقلد، ويلقى الشعر بطريقة مميزة، وده اللي خلى مدرس من مدرسينه في المدرسة الابتدائية؛ يلفت نظره إنه بيمثل حلو، وانه ممكن يطلع ممثل لما يكبر..
ولما كبر ودخل كلية الآداب قسم اجتماع، لفت انتباه دكتور من دكاترته في الجامعة، واللي نصحه بإنه يدرس في معهد الفنون المسرحية، وقد كان..
إتخرج حسين الشربيني من كلية الآداب سنة 58، وبعدها بسنتين إتخرج من معهدالفنون المسرحية..
لكنه برضه ما اشتغلش ممثل، وراح استلم وظيفته في هيئة سكة حديد أسيوط، لكنه مقدرش يقعد في أسيوط ويتأقلم مع جوها، فقرر يسيب الشغل بعد 11 يوم من تعيينه، ونزل جري على القاهرة..
وبرضه بعد رجوعه ما فكرش يمثل، لكنه اشتغل في الصحافة، ومن الصحافة للتلفزيون، بس كمذيع مش كممثل، لكنه مع الوقت مل من قراية الأخبار، وحس إنه مبيقدمش جديد، وهنا بقى قرر يشتغل إنه ممثل..
وابتدا مع مسرح التلفزيون، وقدم عدد من المسرحيات الناجحة، ومن المسرح للسينما، وقدم أول أدواره السينمائية سنة 64.
ومن سنة 64 انطلق في رحلة طولها أكتر من 90 فيلم سينمائي، مكنش فيهم البطل، لكنه قدر يكون البطل في منطقة الدور التاني، وقدم فيه كل أنواع الأدوار والشخصيات، ونجح بخفة دمه إنه يقدم دور السمج والفاسد ووالشرير، والمرتشي وزعيم العصابة بخفة دم خلته نجم أول في عيون الجماهير..
واشتهر حسين الشربيني ما بين زمايله وجيرانه وكل اللي عرفوه بإنه شخص خلوق وطيب ومتواضع، وكمان اتعرف بإنه شخص متدين ونقي، وانه كان بيحب الخير للناس، وبيحب يقدم المساعدة لأي حد محتاجها، ودايمًا بيعين الفقرا والمساكين.
حتى بعد وفاته بسنين، لما بنته نهى نشرت وصيته ليها؛ كان بيأكدلها على أهمية الأخلاق، وإن الأخلاق أهم من أي حاجة تانية..
لكن أخلاقه ووتدينه ما شفعولهوش في الوسط الفني، لإن كالعادة إتعرض حسين الشربيني في أزمته اللي سبقت وفاته، واللي قعدته في البيت خمس سنين لتنكر زمايله الفنانين والفنانات، ومحدش كان بيسأل عليه غير الفنانة نادية لطفي وأشرف ذكي، والمذيع
طارق علام، ويمكن الجحود ده هو السبب في إصابته بالاكتئاب..
وعن حياته الشخصية فاتجوز الفنان حسين الشربيني مرة واحدة بس، من سيدة إسمها هبة من خارج الوسط الفني، وخلف بنتين هما سهى ونهى..
وإتوفى حسين الشربيني يوم الجمعة اتنين رمضان، وكان زي ما قولتلكم قبل كده قاعد مع زوجته وبناته، وبيستعد للفطار، يادوب أدن المغرب، وأخد كام تمرة، شرب وراهم المية، وحس بتعب.
حاولت زوجته وبنته إنهم يسندوه ويقوموه يرتاح لكنه رفض، وميل راسه على الكرسي لورا، وغمض عنيه، وهمس بكلام مش مسموع، وبعدها أسلم الروح، عن 72 سنة..
ولما راحوا يصلوا عليه في مسجد رابعة العدوية، ما كانوش يعرفوا إنه كان من اربعة وعشرين ساعة بس بيصلي فيه، اللي قالهم الكلام ده كان شيخ المسجد، واللي شافه قبلها بيوم وهو بيبكي بتضرع لله، وهو نفس الشيخ اللي صلى عليه تاني يوم في نفس المكان..