في سنة 43 كان الملك فاروق طالع علي الاسماعيلية بعربيته الخاصة، وكان سايق بسرعة كبيرة، وفجاة وفي منطقة إسمها القصاصين على ترعة الاسماعيلية، لقى في مواجهته مقطورة عسكرية انجليزية، وبسبب السرعة الجنونية مقدرش يتفاداها، وحصلت الحادثة، واتصاب الملك ووقع على الطريق غرقان في دمه.
وقتها كان معاه 3 من الحرس الشخصي، منهم ظابط شاب طول بعرض، ده بقى اللي شال الملك وجري بيه على المستشفى، وكان الظابط دكتور كمان.. أهو الظابط ده إتكافىء هو وزوجته على إنقاذ حياة الملك، وزوجته هيا اللي هزت عرش مصر فيما بعد..
في فترة حكم الملك فاروق، ظهرت على الساحة السياسية أكتر من شخصية نسائية، كان ليهم أدوار كتير في الحياة السياسية في مصر، زي والدته الملكة نازلي، وزوجاته الاتنين، واخواته، ووصيفات القصر، ومن أهمهم ناهد رشاد.
وناهد رشاد تبقى زوجة الدكتور يوسف رشاد، وهو نفس الظابط اللي شال الملك في الحادثة..
طيب إيه اللي لم الشامي ع المغربي، يعني مين اللي جاب زوجة الدكتور اللي حضر الحادثة للقصر؟
هحكيلك..
بعد الحادثة، ولأن الظابط أنقذ حياة الملك، فالملك كافئه وخلاه الطبيب الخاص بتاعه، ومن هنا دخلت زوجته القصر، وعاشت وسط الأميرات، واتقربت من الكل، حتى الملك، واللي أعجب بيها، وكافئها هيا كمان، وخلاها وصيفة لأخته فوزية، وكلفها هيا وزوجها الدكتور يوسف بتكوين ما يسمى بالحرس الحديدي.
والحرس الحديدي عبارة عن مجموعة مخابراتية سرية مسلحة، من قيادات الجيش المصري، مهمتها هيا حماية الملك، وتصفية أعداءه، سواء كانوا بيهددوا أمن وحياة الملك فعلًا، أو كانوا من المخالفين، والمجموعة دي كان من بينها الرئيس السادات.
وعشان دماغك ما تروحش بعيد.. الفترة دي كان فيها لعب سياسي على كبير، وكان الشخص الواحد بيعمل أكتر من دور، علشان كده السادات كان موجود في كذا موقع متعارضين مع بعض ومنهم الحرس الحديدي.
وخلينا نرجع لقصة ناهد رشاد في القصر..
إسمها ناهد شوقي بكير، واتولدت سنة 1917 في حلوان، وكانت والدتها وخالتها، من وصيفات السلطانة ملك، زوجة السلطان حسين كامل، أخو الملك فؤاد، وعم الملك فاروق، أما والدها، فهو الدكتور شوقي بكير، الأستاذ في كلية العلوم.
وكان ليها إتنين اخوات، الربان حسن شوقي بكير، والطيار عمر شوقي بكير، وده استشهد في استعراض لأول طيارة نفاثة أهدتها إيطاليا لمصر سنة 50.
واتجوزت سنة 38، وكان عمرها 22 سنة، من الدكتور يوسف رشاد، واللي كان طبيب في البحرية الملكية، وابن محافظ سابق.
وكانت ناهد جميلة، وصاحبة ملامح شركسية، ده غير إنها كانت صاحبة شخصية قوية، قدرت تأثر على الملك، وأصدر قرار ملكي بتعيينها كبيرة الوصيفات في القصر، ومنحها رتبة صاغ في الجيش المصري، وأصبحت صاحبة رأي ومشورة عنده، سواء في الأمور السياسية، أو حتى أموره الشخصية.
وكانت مصاحبة الملك في كل تحركاته وسهراته، وده اللي خلى الملكة فريدة تغير منها، وتمتنع عن إنها تروح سهرات معينة بسببها.
وده اللي قالته الملكة فريدة في مذكراتها، لما قالت شاءت الأقدار والظروف إن تظهر في حياة الملك فاروق إمرأة تانية، إستولت على قلبه وكيانه، وأصبحت ملكة غير متوجة، بسبب تأثيره الطاغي على فاروق، لإنها كانت في منتهى الجمال، صاحبة شعر طويل، وممشوقه وطويلة، ، وجريئة ومتكبرة، ودي الصفات اللي بيحبها فاروق، فقربها منه وكانت بتلازمه في كل تحركاته.
وأخدلها الملك شقة خاصة في الجيزة، وكان بيقابلها فيها، وبيقضي معاها معظم الوقت، لإنه مكنش بيقدر على فراقها، وبعدها أخدلها شقة في منطقة من المناطق الشيك، وكتبلها بإسمها مجموعة من الأراضي..
الصادم بقى إن الملك فاروق كان حاططلها صورة وهيا متجردة من ملابسها في قصر أنشاص، والصورة دي أصبحت عهدة بعد الثورة وجرد القصر.
وبعد طلاق فاروق وفريدة، كانت ناهد هيا المرشحة الأولى للجلوس على عرش مصر، وعينها فاروق وقتها وصيفة بدون ملكة، أو بمعنى تاني وصيفة ليه هو شخصيًا.
وكانت ناهد رشاد نفسها بتحلم إنها تكون ملكة مصر الجاية، وده غير ان الملك بنفسه كان بيلمحلها بكده.
وبعد ما استعدت نفسيًا إنها تكون الملكة، صدمها باختياره للملكة الجديدة وهيا الشابة الصغيرة ناريمان صادق، ورجعها تاني لصفوف الوصيفات، بعد ما أمرها بتعليم ناريمان أصول الإتيكيت الملكي، وتجهيزها لإنها تكون ملكة مصر، وخلاها هيا وصيفة الملكة..
وفي الفترة اللي كانت فيها ناهد قريبة من الملك؛ حصل عدد من الأحداث الكبيرة والمهمة، زي حرب فلسطين، والأسلحة الفاسدة وحريق القاهرة، وآخرها ثورة يوليو 52.
ويقال إنها كانت عارفة بموضوع الظباط الأحرار، لكنها مبلغتش الملك فاروق إنتقامًا منه، لأنه لعب بيها وبعد ما وعدها بالزواج، اتجوز من ناريمان.
وإنها هيا اللي ادت خريطة بكل تحركات الملك لواحد من قادة الثورة، وهو السادات، وكانت عميلتهم جوة القصر.
وفيه بعض المصادر قالت، إنها كانت بتخطط لقتل فاروق على إيد الحرس الحديدي، لولا موضوع الظباط الأحرار.
وإنها كانت بتلعب على كل الحبال، وكان ليها علاقة غير مشروعة بظابط من الحرس الحديدي، وهو مصطفى كمال صدقي، وان الخدامة بتاعتها كشفت العلاقة دي، فما كان من كمال صدقي إللا إنه حدفها من الدور السابع..
وبعد ما قامت الثورة، اعتقل جوزها الدكتور يوسف رشاد، لكنه ما اتسجنش فترة كبيرة، وهيا اتحقق معاها، لكن مفيش أي أخبار عن حياتها بعد الثورة ولا عاشت فين، وماتت إزاي..
لكن الخبر المؤكد إن حصل إنفصال جسدي كإجراء كنسي بينها وبين يوسف رشاد، بسبب خيانتها لكنهم كان عندهم بنت، واسمها علية.