إعلان

قصر البارون المسكون يدور حول نفسه ولا تغيب عنه الشمس وأصوات مرعبة وسر ظهور أخت البارون داخله


على جدران القصر المهجور، رموز غريبة، ورسومات لجماجم وف وسطها نجمة داوود، وطلاسم كتيرة وغامضة.

وعلى الأرض عدد كبير من الوطاويط المدبوحة، وصوت موسيقى البيتلز مالي المكان، ده غير الضلمة، والشموع والبخور والعبايات السودا، وشوش الشياطين..

دي آثار الطقوس اللي كانوا بيمارسوها عبد الشيطان؛ جوه قصر البارون لما اتقبض عليهم سنة 97.

والسبب في اختيار عبدة الشيطان لقصر البارون لممارسة طقوسهم، كان لإنه سداسي الأسوار، وده بيتوافق مع الشرط التاني لعقيدة الديمون في الإتجاهات الستة، واللي بتخالف الأصل في إن الإتجاهات أربعة، لإن الشيطان بيرفض يبعت أولاده ضمن المساحة اللي فيها أربع إتجاهات..

بيقول سكان المنطقة دي من الحي الراقي، إنهم بيسمعوا أصوات تراتيل حزينة بالليل، بيسمعوها في شهر مارس بس، ومصدرها بيكون جاي من أوضة الدم ، وكمان بيسمعوا صراخ وخناق بلغة غريبة ومش مفهومة، والأصوات بتكتر وبتخرج من القصر المهجور وقت غروب الشمس، والأنوار بتفتح وتقفل لوحدها، وإن القصر بيسكنه أشباح الأشخاص اللي ماتوا فيه بطرق غامضة..

والسر في ارتباط إسم قصر البارون بقصص الرعب والغموض، كان بسبب أكتر من حادثة بشعة، بيتقال إنها حصلت جوة القصر من أكتر من 100 سنة.

بيتقال إن زوجة البارون صاحب القصر، اتحشرت في الأسانسيراللي بينقل الأكل، أو إنها وقعت من فوق البرج فماتت، وان الجريمة حصلت بفعل فاعل، وقدام بنتهم اللي عمرها 8 سنين..

الحادثة دي أثرت جدًا على بنت البارون، وفضلت بتعاني نفسيًا، ولحد ما بقى عندها 17 سنة إتعرفت على بنت ثري فرنسي إسمها سيلفيا، وبقوا أصدقاء مقربين.

لكن سيلفيا كانت شخصية غريبة، وقدرت في فترة صغيرة إنها تسيطر على بنت البارون، وادتها هدية عبارة عن ورقة مفضضة مرسوم عليها الصليب المقلوب، فعلقتها البنت في أوضتها الموجودة غرب القصر..

ومن اللحظة دي إتغيرت بنت البارون، وبقت شخصية غريبة زي صاحبتها، يعني كانت بتقوم بالليل تضحك بصوت عالي، ودايمًا فيه ريحة بخور بتخرج من أوضتها.

 واتعودت تنزل هيا وسلفيا ومجموعة من اصحابهم للسرداب الموجود تحت القصر، ويولعوا البخور، ويغنوا ترانيم حزينة، كل ده كان بداية طقوس عبادة الشيطان .

وابتدت حالة البنت تتدهور، وقال الدكتور لوالدها إنها لازم تغير أوضتها، لكن حتى بعد ما غيرت الأوضة مفيش حاجة اتغيرت..

بالعكس.. إبتدت خدامات القصر تموت واحدة ورا التانية، بطرق مريبة، لحد ما ماتت مدام مورييه بنفس طريقة موت الأم، يعني انحشرت في أسانسير الطعام، واللي بيطلع من البدروم للمطبخ في الدور اللي فوقيه.

 لكن لما اتحشرت مدام مورييه وطلع الأسانسير، لقيوا فيه راسها بس..

كمان أخو البارون مات هو كمان بشكل غامض جوة السرداب..

الغريب، إن بعد كل حادثة من حوادث موت الخادمات، كانت بنت البارون بتحاول الإنتحار، وده خلى فيه شك إنها ممكن تكون ليها علاقة بالموضوع..

وفي خلال سنتين من تعرف بنت البارون على سلفيا، وممارستهم لطقوس عبادة الشيطان، كانت كل الحوادث دي حصلت، لحد ما ماتت البنت بطريقة مريبة في نهاية السنتين.

 لقيوها في بير الأسانسير مرمية على وشها وغرقانة في دمها،  واضطر البارون يسافر لبلده بعد كل الكوارث دي، ولما مات رجع جثانه عشان يندفن في القصر..

لكن دي مش كل القصص المرعبة اللي حصلت في القصر، حسب اللي بيتقال، لإن فيه حادثة ممكن تفسر كل الحوادث دي، وهيا حادثة موت هيلانة أخت البارون إمبان..

لإن هيلانة وقعت من شباك أوضتها في الدر التاني، وقتها كان البارون قاعد بيستمتع بمنظر الغروب، وبيدور جوة البرج الدوار اللي بناه في القصر، ومهتمش بصوت صريخ أخته ولا حاول ينقذها لما وقعت من فوق وماتت.

ومن وقتها وقفت تروس البرج الدوار، وظهرت روح هيلانة في القصر علشان تنتقم منه، وهيا اللي قتلت كل اللي حواليه، حسب روايات كتير اتقالت عن القصر..


مين هو بقى البارون وإيه حكاية قصره؟


البارون إدوارد إمبان، هو مستثمر بلجيكي، وصل لمصر في يناير سنة 1904، كان وقتها جاي من الهند لمصر، علشان ينفذ مشاريع كبيرة لشركته، من أهمها خط سكة حديد بيربط المنصورة بالمطرية..

لكن المشروع الأهم كان تنفيذ أول شبكة عامة للتروماي في مصر، واللي على أساسه نفذ مشروع عقاري ضخم شرق ووسط القاهرة، وهو بناء مدينة هليوبوليس، أو مصر الجديدة..


واختار البارون إمبان موقع مدينته في القاهرة،  وصممها علشان تكون جنة في وسط الصحرا.

صممها شوارع واسعة، ومساحات خضرا كبيرة، وجهزها بكل وسائل الراحة، ومناطق الترفيه، زي ملعب للجولف، ومضمار سبق، ومدينة للملاهي.

أما المساكن فاتصممت على أحدث الطرز الأوروبية.

ولما جه مصر، فتنته الحضارة المصرية فقرر يعيش فيها، ويندفن فيها، ومن هنا اختار أعلى تلة في صحراء القاهرة وبنى عليها القصر بتاعه، وجنبها بنى كنيسة البازيليك، اللي قرر إن هيكون فيها مثواه الأخير..


وخلص بناء القصر سنة 1911، واستوحى تصميمه الخارجي من تصميم معابد أوديشا في الهند، ومعبد أنغكور وات في كمبوديا.

أما التصميم الداخلي فمستوحى من فنون عصر النهضة الأوروبية، ومتصمم بطريقة تخلي الشمس متغيبش عنه أبدَا،وفيه برج بيدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة، علشان تسمح للي قاعد فيه إنه يشوف كل اللي حواليه من كل الإتجاهات.

وتحت القصر فيه سرداب بيوصل بين القصر، وبين كنيسة البازيليك..

واتوفى البارون إمبان في بلجيكا سنة 1929، وجه جثمانه من بلجيكا للقاهرة، علشان يندفن جوة كنيسة البازيليك..

ومن بعدها اتهجر القصر واتعرض للإهمال، وارتبط في السنين الأخيرة بإسم عبدة الشيطان..

والحقيقة محدش عارف، هل قصص الأشباح اللي بتتقال عن القصر دي حقيقية واللا لأ.. 

لكن الحقيقي والأكيد، هو إنه في سنة 97 اتقبض على مجموعة من الشباب جوة القصر، واتضح إنهم كانوا بيمارسوا طقوس خاصة بعبادة الشيطان، وكانت قضية كبيرة شغلت الرأي العام لفترة طويلة.