مش هتصدقني لو قولتلك، إن الفنانة الكبيرة وردة كان محكوم عليها بالإعدام، وهربت منه، وإنها وأسرتها عاشوا كلهم في جراج عربيات، وإنها خلقت إشاعة عن علاقتها بالرجل التاني، علشان تكسب سلطة في مصر.
اتولدت وردة محمد فتوكي في 22 يوليو سنة 39، إتولدت في فرنسا لعيلة عربية مخلطة، يعنى الوالد جزائري، والأم لبنانية، واسمها نفيسة يموت.
ورغم ولادتها في بلد النور والجمال، إللا إنها اتولدت لأسرة فقيرة عندها 6 أولاد، عايشين جوة جراج عربيات، في منطقة المهاجرين..
المهم إن الوضع دا استمر لفترة كبيرة، لكن بعد قصة كفاح بطلها الأب والأم، قدروا يغيروا الوضع، وأصبح الأب بيمتلك مطعم وكازينو راقيين جدًا في باريس.
وبما إنهم عرب، فكان المطعم والكازينو الوجهة الأساسية لعدد كبير من العرب اللي بيسكنوا فرنسا.
ده غير عدد كبير من مختلف الجنسيات، وأصبح الأب رجل أعمال كبير في وسط الجاليات العربية هناك..
أهو على مسرح الكازينو ده كانت إنطلاقة وردة الفنية، طلعت عليه وهيا لسه في سن المراهقة، وقدرت بصوتها القوي الجميل، إنها تشد إستماع الجماهير ليها، وغنت بكل اللغات، وخصوصًا الأغاني العربية المشهورة لأسمهان ولأم كلثوم وعبد الوهاب.
وواحدة واحدة ابتدت تتشهر وتتعرف في فرنسا، لكن في الوقت ده قامت الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، وغنت وردة كل الأغاني الوطنية اللي تعرفها؛ علشان تدعم بلادها.
غنت بلادي بلادي، وغنت يا حبيبي يا مجاهد، وغيرها، وطبعًا الكلام ده ما عجبش الإدارة الفرنسية، يعني تبقى عايشة على أرض فرنسية وتدعم ثورة قايمة علي فرنسا؟؟ ما يصحش!!
وعشان كده صدر ضدها حكم بالإعدام في فرنسا، واضطرت معاه الأسرة كلها إنها تهرب من فرنسا وتشوف أي بلد تانية تروحها، ووقع اختيارهم على لبنان بلد الأم..
وبعد استقرارهم في لبنان رجعت وردة تغني من تاني، ورجعت تدعم ثورة بلدها من جديد، وعِلي صوتها بالأغاني الوطنية، والأغاني اللي بتدعم الشخصيات الوطنية، زي أغنيتها لجميلة بو حيرد..
صنعت وردة شهرتها في بيروت، وف سنة 60 جتلها دعوة من الرئيس جمال عبد الناصر لزيارة مصر، والمشاركة في الأوبريت الشهيرالوطن العربي، واللي شارك فيه نجوم الغناء في الوطن العربي، زي عبد الحليم ونجاة وشادية، وصباح، وغيرهم..
وبعد مجيئها لمصر، واستقرارها فيها، وصل تقرير سري للرئيس عبد الناصر، بوجود علاقة ما بينها وبين وزير الحربية، أو الرجل التاني في الدولة، المشير عبد الحكيم عامر.
التقرير السري وصل للريس بعد إنتشار إشاعات عن العلاقة دي في كل مصر.
وبيتقال إن وردة نفسها إستغلت الإشاعة دي، علشان يجيلها شغل من المنتجين والمخرجين، ده من ناحية.
ومن ناحية تانية، عشان تخوف أي حد يفكر يتقرب منها أو يوقعها في فخ.
ولحد هنا والموضوع ما انتهاش، لإن فيه كلام إتقال عن إن أصل الإشاعة واللي سربها، كانت هيا الفنانة وردة نفسها.
وده اللي أثبته تحقيق في المخابرات حوالين الإشاعة ومصدرها، واتضح إنها هيا اللي سربتها، وده كان ليه عواقب سيئة عليها، واتسبب في صدور قرار بخروجها من مصر، ومنعها من دخول مصرتاني..
وفعلًا معرفتش تدخل مصر تاني، غير بعد وفاة عبد الناصر، ووصول السادات للحكم.
وفي الوقت اللي كانت فيه برة مصر، إتجوزت من المناضل الجزائري جمال قصيري، واللي أصبح وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري فيما بعد.
وخلفت وردة الجزائرية بنت وولد من زوجها جمال قصيري، هما وداد ورياض، وبسببهم اعتزلت وردة الفن.
لكن في سنة 72 ؛ طلبها الرئيس الجزائري هواري بو مدين؛ علشان تغني في عيد الإستقلال العاشر للجزاير.
لكنها لما غنت طلقها زوجها جمال قصيري، فرجعت القاهرة وابتدت ترجع لمسيرتها الفنية اللي كانت وقفت.
واشتهرت وردة بإنها صاحبة صوت جميل ، وحنجرة قوية، واتلقبت بأميرة الطرب، وحطها الجمهور في مكانة كبيرة، واتعدت كأحسن صوت نسائي بعد أم كلثوم.
وباعت ألبوماتها أكتر من 100 مليون نسخة، وقدمت خلال مشوارها أكتر من 300 أغنية، وأخدت الجنسية المصرية سنة 80.
واشتركت وردة بـ 6 أفلام في السينما، بدأتها بألمظ وعبده الحامولي، وانتهت بـ ليه يادنيا.
أما في التلفزيون فليها مسلسل من أجمل المسلسلات، وهو مسلسل اوراق الورد، ده غير مسلسل تاني إسمه آن الآوان.
أما عن حياتها الشخصية، فاتجوزت وردة مرتين، الأولى من جمال قصيري زي ما قولتلكم قبل كدهن والتانية من حب عمرها الموسيقار بليغ حمدي، واللي اتجوزته في72، واتطلقت منه في 79.
ويمكن جوازها من بليغ حمدي انتهى بالانفصال، لكن قصة الحب اللي بينهم كملت حتى بعد الانفصال.
وعانت الفنانة وردة في السنين الأخيرة من عدد من الأمراض، زي الكبد وأمراض القلب، وإتوفت عن 73 سنة، في 17 مايو سنة 2012، في القاهرة، بعد إصابتها بأزمة قلبية مفاجئة، وقالت وقتها للي حواليها، سفروني الجزاير بسرعة.
وقتها أمر الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة، بنقل جثمانها في طيارة عسكرية من القاهرة للجزائر، واندفنت في المقبرة العالية بالجزائر، ودي مقبرة مخصصة للأبطال الوطنيين.