نصر سيف أشهر كومبارس في تاريخ السينما عمل محصل كهرباء وخريج كلية الآداب وإختفي في ظروف غامضة


تخيل لو خبط عليك محصل فواتير الكهربا، ففتحت الباب لقيت قدامك سلومة لاقرع  بنفس، ذات الطول في العرض في لارتفاع، أشهر كومبارس عمل أدوار الشر في السينما ، واللي بيخوفك من أول بصة.

لو سألت عنه جيل السبعينات والتمانينات، هتعرف إنه كان أكتر شخصية مرعبة شافوها في الأفلام.

أهو الشخص ده كان محصل فواتير الكهربا قبل ما يدخل السينما، وكان أطيب خلق الله في حياته العادية، رغم ملامحه المرعبة اللي كلها  شر.

على الرغم من إن الفنان نصر سيف أو سلومة لاقرع، كان بيطلع في معظم الأوقات صامت ما بيتكلمش في الأفلام، إلا إن ليه جملة واحدة فضلت عايشة مع الجمهور من سنة  76 ولحد النهاردة.

ينصر دينك يا أستاذ خليفاااا، دي الجملة الوحيدة اللي قالها سلومة لاقرع  في مسرحية شاهد ما شافش حاجة.

واللي بقت لزمة ، كل الناس حافظاها و بتقولها في أي موقف فيه حد بيقول كلمة حق. 

ونصر سيف ولا كان بيمثل من صغره، ولا كان هاوي التمثيل، هو كان بني آدم عادي جدًا، عايش حياته بطريقة طبيعية، درس في كليه الآداب واتخرج واشتغل في شركة الكهربا، ومن البيت للشغل ومن الشغل للبيت.

ويمكن تكوينه الجسماني الضخم، و المتميز بسبب راسة الفاضية تمامًا من أي أثر للشعر، وعنيه الل مافيهاش رموش وحواجبه الممسوحة وبصته المرعبة..

كل التفاصيل دي خلت نيازي مصطفى، المخرج الكبير؛  أول مايشوفه بالصدفة يصمم إنه يدخل مجال التمثيل، لأنه شايف ان السينما بتفتقر للشكل ده، وان فيه أدوار كتيرهتناسبة.

وفعلًا دخل نصر سيف لمجال التمثيل، لكنه فضل صامت في معظم أعماله، وبالمناسبة هو مكانش مميز في التمثيل، ولا عبقري في آداء دوره، ومع ذلك وبرغم صمته إللا إن الجمهور حفظه وكان متابعه.

يمكن مكانش عارف إسمه وكان بيقول عليه الممثل لاقرع وقتها، لحد ما عادل إمام قال عليه سلومة لاقرع، فاشتهر واتعرف باللإسم ده، ولحد ما مات محدش كان عارف اسمه الحقيقي، وعاش ومات بإسم سلومة لاقرع.

الغريب في شخصية سلومة لاقرع، إنه بشهادة كل اللي عرفوه كان طيب جدًا، وقمة في الذوق والإنسانية، لكنه فضل في ذاكرة الجمهور هو الشخص الشريرأو القاتل، أو عضو العصابة، وفعلًا كان الجمهور مصدق إن هيا دي شخصيته، وإنه فعلًا زعيم عصابة.

تاني حاجة، إنه وبرغم عدم نضجه فنيًا إللا إنه كان مخلص في تأديته للدور اللي بيعمله، حتى لو كان آداؤه مش قد كده.

وفيه حادثة بتأكد الكلام ده، ودي كانت في فيلم الشيماء، وقتها كان عامل دور نوفل ابن معاوية الديلي، وكان فيه  عدد من مشاهد المعارك بتتصور في الصحرا.

المشاهد دي اخدت وقت طويل جدًا في التصوير، وفضل راكب على الحصان طول اليوم ما نزلش، لحد ما اتفاجئوا إن الحصان بينزف، حاولوا يفحصوا الحصان ويشوفوا مكان النزيف، ملقيوش أي جرح.

لكن المفاجآة إن الفنان نصر سيف هو اللي كان بينزف نتيجة  لوجود مسمار دخل جوة فخده، وفضل المسمار يحفر مكان في جسمه وهو مش حاسس نتيجة إندماجه في الدور.

اتولد نصر سيف في حي كامب شيزار في اسكندرية، سنة 33، ودرس في كلية الآداب جامعة اسكندرية، وبعد تخرجه اشتغل في شركة الكهربا كمحصل للفواتير، وبعدها اتنقل للقاهرة  واتجوز وخلف، وبرضه اشتغل نفس الشغلانة، واللي بالمناسبة كمل فيها لحد ما مات، وكان بيشتغلها جنب التمثيل.

وكان أول فيلم اشتغل فيه نصر سيف هو فيلم عنتر يغزو الصحراء، وده قدمه سنة 60، ومن بعدها وهو بيعمل نفس الدور لكن بأشكال مختلفة، يعني هو شرير الفيلم، لكنه سعات يطلع حرامي أو فرد في عصابة، وسعات قاتل.

والغريب إنه في أحيان كتير كان بيضيف لدور الشرير ده خفة دم تضحك الجمهور، وسعات يظهر بصورة الغبي اللي مش فاهم حاجة.

قدم نصر سيف تقريبًا 150 عمل فني، وفـ معظمهم يا إما كومبارس صامت، يا إما بيقول جملة أو اتنين بالكتير، ومن بين أشهر الأفلام اللي اشترك فيها.

30 يوم في السجن، موعد في البرج، جريمة في الحى الهادئ ، أنا اللي قتلت الحنش، الشيماء، الغول ، عصابة حمادة وتوتو ،قبضة الهلالي، بخيت وعديلة، عفريت مراتي، إحنا بتوع الإسعاف، وغيرهم.

كمان الفنان عادل إمام كان بيحبه جدًا، وكان بيحب يشتغل معاه، واداله أدوار صغيرة في أفلامه ومسرحياته ومسلسلاته.

منقدرش ننساه مثلًا  في مسلسل أحلام الفتى الطاير،  ودموع في عيون وقحة.

وده غير مسلسلات الأيام، أديب، رحلة المليون، حكايات هو وهيا، وكسبنا القضية، أرابيسك، هالة والدراويش، وغيرهم.

أما في المسرح فاشترك  مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح، واشتغل مع فؤاد المهندس، ومن أشهر المسرحيات اللي اشتغل فيها.. هيا مسرحية شاهد ما شافش حاجة، وحضرات السادة العيال، والعسكري لاخضر، ودول عصابة يابابا، وغيرهم.

واللي انت متعرفوش إن سلومة لاقرع، او نصر سيف رشح نفسه لانتخابات مجلس الشعب عن دايرة مصر الجديدة في سنة من السنين، لكنه مانجحش.

وفي السنين الأخيرة قبل وفاته إعتزل نصر سيف التمثيل، وسافر للحج، ولما رجع بقى يقضي معظم وقته في التعبد وقراية القرآن لحد ما اتوفى في 15 يونيو، سنة 2011 عن 78 سنة.

المقال التالي المقال السابق