إحسان القلعاوي في ظهور نادر مع أبنائها وزوجها ومن هم شقيقها ووالدها الفنانين الشهيران
في الفن، فيه كام عيلة مشهورين ومعروفين، مش بكلمك عن عائلات دلوقتي، لأن الفن دلوقتي عبارة عن عائلات بتمثل هيا وعيالها، أنا بكلمك عن الفن زمان، وعائلات زمان، والفرق أنت عارفة ومش هنتكلم فيه.
من بين العائلات دي عائلة القلعاوي، الأب عبد الحليم القلعاوي إبنه الصغير محمود، وبنته الكبيرة إحسان القلعاوي، أو خالتي بمبة، أو زنوبة أو أم الطيبين، وخد بقى تراجيديا وكوميديا، وحرفية في الآداء للصبح.
وخالتي بمبة، أوإحسان القلعاوي، حاجة كده شربت الفن من صغرها، لأن بيتهم كان بيستضيف كل عمالقة الفن، وعشان كده كانت إحسان القلعاوي استاذة آداء، سواء في التراجيدي أو في الكوميدي، وحتى في الإذاعة اللي بتعتمد على القدرة على تلوينات الصوت.
إتولدت إحسان القلعاوي في حي الضاهر بالقاهرة، في 26 ابريل سنة 32، واتسمت بإسم إحسان لأن والدها كان صديق الكاتب الكبير محمد عبد القدوس، واللي كان بيزورهم في بيتهم ومعاه إبنه إحسان عبد القدوس، فصمم عبد الحليم القلعاوي إنه يسمى إبنه أو بنته اللي جاي بإسم إحسان، وفعلًا لما جت بنت سماها إحسان على إسم إحسان عبد القدوس.
ودرست إحسان القلعاوي في مدرسة الدليفراند الفرنسية، واللي كانت بتمنع طلابها يتكلموا عربي نهائي، كل كلامهم لازم يكون بالفرنسية، ولما خلصت الثانوية العامة، دخلت كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، وفي نفس وقت دراستها في كلية الآداب كانت بتدرس في معهد الفنون المسرحية.
وعلى الرغم من إن والدها فنان، إللا إن والدتها كانت معارضة إنها تشتغل في الفن، وكانت عايزاها تكون مدرسة فرنساوي، لكن إحسان القلعاوي لما قررت إنها تدخل المجال قررت إنها تكون إمتداد للفنانة نعيمة وصفي.
وعلى فكرة نعيمة وصفى وأمينة رزق وعزيزة حلمي، كانوا التلاتة صاحباتها المقربات، وبعد كده انضافت لهم كريمة مختار، واللي اولادها شريف ومعتز، وأحمد، كانوا مع بنات إحسان القلعاوي في نفس المدرسة.
ده غير إنها ربت في بيتها الفنانة عبلة كامل، واحمد السقا، واللي كان دايمًا يتصل بيها ويعمل فيها مقالب بتقليده لأصوات ناس تانيين، ولما كانت بتكتشفه كانت تقوله ينيلك يا أحمد.
أما مسيرتها الفنية، فقدمت إحسان القلعاوي من خلالها في حدود 730 عمل فني، منهم 300 عمل إذاعي.
وبالمناسبة بدايته كانت عن طريق مكرفون الإذاعة، وقدمت مع الإذاعة في حدود 300 عمل، كان أشهرهم شخصية خالتي بمبة، واللي اتقدمت في برنامج ربات البيوت، وده كان علامة من علامات الراديو لفترة طويلة جدًا.. و كمان دور عزيزة في عيلة مرزوق افندي.
أما شغلها في المسرح والسينما فكان عن طريق الفنانة الكبيرة وصديقتها المقربة أمينة رزق ، واللي قدمتها للمخرج المسرحي محمد الألفي، وده ابتدت معاه الشغل في المسرح القومي سنة 56، ومن أشهر مسرحيتها على خشبة المسرح، مسرحية لعبةالحب، ومسرحية سيداتي آنساتي، ومطلوب زوج لأرملتي، وغيرهم.
وخد بالك إننا واحنا ماشيين بنقولك فلانة قدمتها، وفلان شغلها، وما ذكرناش أبوها، ودي كانت سمة في فنانين زمان، يعني عايز تشتغل، أنا هعلمك، وانت شق طريقك.
واشتهرت إحسان القلعاوي بتقديم الأدوار التراجيدية بطريقة غاية في الإتقان، واللي خلاها صاحبة بصمة مميزة في النوع ده من الأدوار، وقدمت للسينما عدد كبير من الأفلام، منهم رحلة مشبوهة، وعلى سبايسي، وليلة سقوط بغداد، وانتحار مدرس ثانوي، ولست قاتلًا، وغيرهم.
ومن اروع أدوار إحسان القلعاوي دور المجنونة، واللي عملته في التلفزيون ، وقدمته من خلال مسلسل ثوب الزفاف الإسود.
الدور ده قدمته بطريقة أدهشت كل اللي شافها، وكان من أروع أدوارها، ده بخلاف إنها كانت متميزة جدًا في أداء دور الأم خفيفة الدم، ومن أشهر مسلسلاتها، ترويض الشرسة، وقضية نسب، وكشكول لكل مواطن، والوهم والحقيقة ، واحنا نروح القسم ، وهارب من الأيام وغيرهم.
ورغم انها معملتش ولا بطولة مطلقة في حياتها، إللا إنها كانت بطلة الأدوار التانية، اللي ملهاش محل غير إنها تكون بطلة الدور المهم جوة أي عمل تشترك فيه.
وبخصوص زواجها ، فهيا اتجوزت مرة واحدة بس، والحكاية إنها وهيا بتشتغل في الإذاعة، قابلت السيناريست محمد أبو يوسف، وكان خريج كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، فقالها فـ مرة ما تيجي تعلميني فرنساوي، واعلمك انجليزي؟؟ ومن هنا بدأت قصة حب كبيرة.
اتجوزت إحسان القلعاوي ومحمد أبو يوسف، وخلفوا 3 بنات، مايسة ومنال وإيناس، واتلقبت بأم الدكاترة، لأن عندها إيناس بقت دكتورة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعندها مايسة بقت دكتورة في اللغويات، وأصبحت نائب رئيس جامعة أوشن كونتي في نيوجيرسي الأمريكية، أما منال فاتخرجت من كلية السياحة والفنادق، ومعها ماجيستير تربية فى أمريكا وتحديدًا ولاية أوهايو.
واتكرمت إحسان القلعاوي أكتر من مرة، وأخدت جايزة احسن ممثلة من وزارة الإعلام المصرية، وأفضل ممثلة عربية شاملة من المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون.
في نهاية حياتها تعبت إحسان القلعاوي تعب بسيط، وطلب منها الدكتور تحاليل معينة، فاكتشفوا من خلالها إنها مريضة فشل كلوي، وانها كانت بتتحامل على روحها ، وهالكة نفسها في الشغل، وعشان كده دخلت المستشفى في مصر، وبدأت رحلة العلاج، لكنها سافرت بعدها لأمريكا، قعدت تتعالج 6 شهور، لكن كان للقدر كلمته واتوفت في 31 ديسمبر سنة 2008، عن 76 سنة، واندفنت هناك في مقابر المسلمين.