لما تتكلم عن الفنانات اللي عملوا أدوار الإغراء في مصر في الخمسينات والستينات، مش هتلاقي غير إسمين ملهومش تالت، هند رستم وبرلنتي عبد الحميد، والاتنين ما يفرقهومش عن بعض غير إن الفنانة برلنتي عبد الحميد؛ كانت أدوارها دايمًا محصورة في دور الست الشمال الشريرة، وده اللي خلى فيه حاجز بينها وبين الجمهور ، الحاجز ده منع عنها البطولة المطلقة، لكنها اعتقدت إن هند هيا السبب، وعشان كده ردت عليها بطريقتها.
في 2010 إتوفت الفنانة برلنتي عبد الحميد، إتوفت بسكتة دماغية وكان عمرها 75 سنة، لكن بوفاتها اتفتحت بوابة الحكايات، حكايات كتير كانت هيا طرف فيها، وحكايات كتبت هيا عنها.
من بين الحكايات اللي كتبت عنها كانت حكايتها مع الرجل التاني في الدولة المصرية، وهو المشير عبد الحكيم عامر، وزير الحربية أيام عبد الناصر، وواحد من الظباط الأحرار، ونائب الرئيس.
كتبت برلنتي عبد الحميد عن علاقتها بالمشير كتابين، الأول بعنوان المشير وأنا، والتاني كان الطريق إلى قدري.. إلى عامر
من بين الحكايات اللي اتفتحت حكاية علاقتها بهند رستم، وإزاي وقفت في طريقها للعالمية، والسبب إن كان فيه مخرج عالمي شاف هند رستم؛ واتمنى انها تشتغل معاه في دورمهم في فيلم عالمي.
لكن الرسايل اللي كان بيبعتها المخرج ده كانت بتوصل لبرلنتي بصفتها زوجة الرجل التاني، أما برلنتي فكانت بتوصي إن الرد يوصل للمخرج ده ، والرد كان لم يستدل على العنوان..
أما عن الحكايات التانية اللي اتفتحت، فكانت زي حكايات اغتيال المشير، وحكاية اعتقالها وسجنها، وعلاقة المشير بعبد الناصر، وعلاقة المشير بهزيمة سبعة وستين، وانتحار المشير، وألف حكاية وحكاية..
وكل حكاية منهم ليها مية طريقة في الحكي ومية تفسير.
طيب ليه وفاة برلنتي كانت الباب اللي فتح على كل الحكايات دي؟
لإنها كانت حلقة من حلقات النار في التاريخ، أو بمعنى تاني، من حلقات جواز السياسة بالفن.
كانت نفسية عبد الحميد حواس أو برلنتى عبد الحميد ، من أشهر ممثلات الإغراء المصريات فى فترة مابين الخمسينات والسبعينات.
إتولدت فى السيدة زينب سنة 35 ، وأخدت دبلوم التطريز وبعده دخلت معهد الفنون المسرحية، لكن مش قسم تمثيل، قسم النقد، لكن الفنان الكبير زكي طليمات شاف إنها موهوبة وأقنعها تسيب قسم النقد وتدخل قسم التمثيل.
كانت بدايتها الفنية على إيد المخرج بيبر زريانللي، بعد ما شافها على المسرح في أول أعمالها، وكانت المسرحية إسمها الصعلوك، اعجب بيها بيبر زريالنلي واختارها عشان تمثل من إخراجه فيلم "شم النسيم".
بعدها عملت فيلم "ريا وسكينة"، وده كان أول بطولة ليها وبعدها انطلقت في الفن، وقدمت عدد كبير من الأفلام كانت معظمها بتقوم بدور الست الشمال، واللي اتفوقت فيه وقدمته بكل براعة.
ومن أشهر أفلامها فيلم سر طاقية الإخفا، واسماعيل يس ف متحف الشمع، وصراع في الجبل، ودرب المهابيل وغيرهم..
أما في التلفزيون فـ اشتغلت فيه على كبر، ومقدمتش أعمال كتير، هما تقريبًا عملين، حارة الشرفا، ومخلوق إسمه المرآة..
كمان اشتغلت للمسرح أكتر من عمل، وانضمت لفرقة المسرح الحديث، ومن أهم أعمالها المسرحية، قصة مدينتين والنجيل، وأقوى من الزمن ، وغيرهم.
أما عن حياتها الشخصية فـ هيا اتجوزت في بداية شغلها في السينما من المنتج محمود سمهان، واللي قطع شراين إيده في محاولة منه للانتحار، الكلام ده حصل بعد ما برلنتي عبد الحميد استغلت إن العصمة في إديها وطلقت نفسها منه، والسبب كان غيرته الشديدة زي ما وصفته.
بعدها وسنة 60 اتجوزت من المشير عبد الحكيم عامر، الراجل التاني في مصر، بدأ الجواز سري حتى على عبد الناصر، وبعدها اتعرف للعامة بعد ما أعلنت الإعتزال وترك الفن نهائيًا.
برلنتي عبد الحميد ما كانتش الزوجة الأولى للمشير، لأنه كان متجوز من بنت عمه زينب عبد الوهاب، ومخلف منها سبعة، أما برلنتي فخلف منها إبنه عمرو عبد الحكيم عامر، واللي هو الأبن الوحيد لبرلنتي..
بعد وفاة المشير عامر، اتبدل الحال ببرلنتي عبد الحميد، وبعد ما كانت زوجة الرجل التاني في الدولة، تم اعتقالها وعاشت أسوأ أيام حياتها ، لأنها اتعرضت للذل والمهانة، والتدمير المادي والمعنوي.
حتى بعد الإفراج عنها كانت مسجونة في بيتها بدون أي عائد أو معاش تصرف منه، وبدأت في كتابة مذكراتها، ودي الكتب اللي ظهرت في التسعينات..
طبعت برلنتي عبد الحميد كتاب المشير وأنا، وبعدها طبعت الكتاب التاني ، وهو الطريق إلى قدري.. إلى عامر..
كمان رجعت برلنتي عبد الحميد للتمثيل واستأنفت حياتها الفنية، لكن ما كانش ليها نفس القوة والتأثير بتوع قبل زواجها من المشير..
ويمكن بسبب كده قررت تلبس الحجاب وتعتزل، لحد وفاتها في أول ديسمبر سنة 2010.